في زمن أصبح فيه المحتوى الرقمي مساحة واسعة للتعبير والتأثير، يبرز اسم كريم كروبي كأحد أبرز صنّاع المحتوى الجزائريين على منصة تيك توك، حيث استطاع هذا الشاب أن يتحوّل من صانع فيديوهات بسيط إلى ظاهرة رقمية يتابعها مئات الآلاف، ويُشار إليه بلقب “الملياردير” بفضل المسابقات والجوائز الضخمة التي يعلن عنها باستمرار.

صعود نجم من قلب السوشيال ميديا

بدأ كريم كروبي مشواره في صناعة المحتوى بنشر مقاطع قصيرة ذات طابع فكاهي، يعالج فيها مواقف اجتماعية جزائرية بأسلوب ساخر وخفيف، أعطاه هوية مميزة ومكّن مقاطعه من الانتشار بسرعة كبيرة. أسلوبه العفوي وقدرته على تقليد الشخصيات اليومية بدقة جعلاه يكسب قاعدة جماهيرية واسعة، خصوصًا بين فئة الشباب.

ومع مرور الوقت، لم يعد مجرد “تيكتوكور”، بل أصبح أحد أشهر وجوه الكوميديا الرقمية في الجزائر، وهو ما تُوّج بحصوله على جائزة “أفضل صانع محتوى في مجال الفكاهة”، اعترافًا من جهات تنظيمية ومتابعين بتأثيره في هذا المجال.

“الملياردير”… لقب يلاحقه

اشتهر كريم أيضًا بلقب “الملياردير”، وهو لقب غير رسمي منحه له المتابعون بسبب الجوائز الضخمة التي يعلن عنها في مسابقاته: مبالغ مالية، هدايا قيّمة، ومفاجآت مختلفة. هذا الأسلوب جعله محط أنظار الجمهور، وجعل العديد من الشباب ينتظرون بثوثه المباشرة ومسابقاته المتكررة.

ورغم أن البعض يرى أن هذه الجوائز هي وسيلة ذكية لجذب المتابعين، يعتبر آخرون أنها جزء من “أسلوبه الخاص” في خلق محتوى ترفيهي غير تقليدي.

نجاح لا يخلو من الجدل

الشهرة الرقمية لكريم كروبي لم تكن طريقًا خالية من الانتقادات؛ فقد أثارت قيمة الجوائز التي يعلن عنها تساؤلات لدى البعض حول مصادرها وآليات تنظيمها. كما يرى بعض المتابعين أن “المسابقات الضخمة” قد تدفع شبابًا إلى التعلق بأوهام الثراء السريع، بينما يعتبرها آخرون “أسلوب ترفيه جديد ومشروع” في عصر صناعة المحتوى.

ورغم هذا الجدل، لا يمكن إنكار أن كريم كروبي استطاع فرض حضوره وصنع بصمة خاصة في المشهد الرقمي الجزائري.

فكاهة بنكهة جزائرية

يُعرف كريم بقدرته على تقديم الفكاهة بروح جزائرية خالصة، مستلهمة من الواقع اليومي، اللهجة المحلية، والمواقف التي يعيشها الشباب. هذا القرب من الجمهور جعله “ابن الشعب” في أعين الكثيرين، وساهم في نجاحه المستمر.

من صانع محتوى… إلى ظاهرة اجتماعية

اليوم، لم يعد كريم مجرد صانع فيديوهات، بل أصبح ظاهرة تتجاوز الترفيه؛ حديث الإعلام، مادة نقاش على المنصات، ووجهًا من وجوه الثقافة الرقمية الجديدة في الجزائر.
سواء أحبّه البعض أو انتقده آخرون، يبقى كريم كروبي مثالًا على قدرة الشباب الجزائري على الإبداع، وعلى كيفية تحوّل منصة واحدة إلى منصة انطلاق نحو النجومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *