في مشهد يعكس أسمى معاني القيادة والإيثار، توج الأستاذ لعشيشي عبد الحكيم، مؤسس ورئيس جمعية “الدراجة الخضراء” (Green Bike)، بجائزة “درع الشاب المتطوع لسنة 2025″، وهو تكريم مستحق يكلل سنوات من الجهد الميداني الدؤوب في خدمة البيئة والمجتمع بولاية عنابة وعموم الجزائر.​تتويج للعمل الجماعي لا الفردي​لحظة الإعلان عن الفوز لم تكن مجرد احتفال بلقب شخصي، بل تحولت إلى درس بليغ في التواضع. ففي أول رد فعل له عقب تلقيه التهاني من أعضاء الجمعية، رفض لعشيشي أن يُنسب الفوز لشخصه فقط.​وعندما بادر أحد الأعضاء بتهنئته قائلاً: “مبروك الأستاذ لعشيشي عبد الحكيم”، جاء الرد السريع والحاسم من رئيس الجمعية ليصحح المسار: “لا، مبروك علينا كامل دون استثناء”.​كلمات من ذهب: فلسفة القائد المتواضع​لم يكتفِ لعشيشي بتعميم التهنئة، بل أطلق تصريحاً مؤثراً يعبر عن تقديره العميق لكل يد ساهمت في مسيرة الجمعية، قائلاً:​”هذا الدرع هو تكريمكم أنتم، ونجاحكم أنتم، وكل متطوّع له نصيب فيه. ولو كان بيدي نرحيه ونقسم كل ذرّة على كل متطوّع عبر الوطن… لأنكم كامل تستاهلوا هذا الشرف.”​هذه الكلمات العفوية كشفت عن السر الحقيقي وراء نجاح “الدراجة الخضراء”؛ وهو روح العائلة الواحدة والقائد الذي يرى نفسه خادماً لفريقه لا رئيساً عليهم.​الدراجة الخضراء.. نموذج ملهم​يأتي هذا التتويج من قبل الجهات الوصية ووزارة الشباب ليعزز مكانة جمعية GREEN BIKE كواحدة من أنشط الجمعيات البيئية في الجزائر. فقد استطاعت الجمعية أن تخرج من الإطار التقليدي للعمل التطوعي، لتمزج بين الرياضة، السياحة، وحماية البيئة، مما جعلها علامة مسجلة للوعي الحضاري في “جوهرة الشرق” عنابة.​رسالة للأجيال القادمة​إن فوز الأستاذ لعشيشي وتصرفه الراقي يبعث برسالة قوية للشباب الجزائري مفادها أن التطوع ليس مجرد عمل عابر، بل هو مسؤولية وطنية، وأن القيادة الحقيقية تكمن في إنكار الذات وتقديم المصلحة الجماعية.​ألف مبروك للجزائر ولعنابة بهذا النموذج المشرف، ومزيداً من النجاحات لجيش “الدراجة الخضراء” الذي أثبت أن السواعد المتحدة قادرة على صنع التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *