في حضرة العلم، تتلاشى الحدود وتصغر المسافات، ولا يبقى إلا وهج العقول النيرة التي تفرض احترامها على العالم بأسره. ومن رحم الجزائر، الأرض التي طالما أنجبت الأبطال، بزغ نجم ساطع في سماء التكنولوجيا والهندسة العالمية، إنه البروفيسور نجيم ضحاك، الشاب الذي حوّل الحلم إلى حقيقة ملموسة، وأثبت أن العبقرية الجزائرية قادرة على القيادة في أعرق صروح المعرفة.
ظاهرة علمية في سن العشرينيات
لم يكن وصول نجيم ضحاك إلى أروقة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) مجرد محطة عابرة، بل كان إنجازاً استثنائياً بكل المقاييس. أن تصبح أستاذاً في الجامعة المصنفة رقم واحد عالمياً وأنت في سن التاسعة والعشرين، هو برهان قاطع على نضج فكري وعلمي سابق لأوانه.
لقد كسر ضحاك الصورة النمطية، متجاوزاً حواجز السن واللغة والجغرافيا، ليقف نداً لند مع كبار علماء العالم، مُثبتاً أن الكفاءة لا تعترف إلا بالاجتهاد، وأن الشاب الجزائري يمتلك من الطاقات ما يؤهله لقيادة قاطرة البحث العلمي عالمياً.
المخترع الذي يسبق عصره
لا يكتفي نجيم ضحاك بكونه أكاديمياً لامعاً، بل هو مخترع فذ يمتلك رصيداً ثرياً من براءات الاختراع التي تخدم البشرية. تميزت أبحاثه في مجال الهندسة المدنية والبيئية والميكانيكا بالدقة والابتكار، حيث يركز على إيجاد حلول مستدامة لمشاكل معقدة.
إن عقليته الابتكارية جعلته محط أنظار المؤسسات العلمية، فهو لا يبحث عن الحلول التقليدية، بل يبتكر مسارات جديدة، جاعلاً من اسمه توقيعاً للجودة والتميز في عالم الاختراع.
فلسفة النجاح: لا لـ “جلد الذات”
لعل أجمل ما في شخصية نجيم ضحاك، إلى جانب تفوقه العلمي، هو روحه القيادية وفلسفته الملهمة للشباب. يشتهر ضحاك بموقفه الصارم ضد ثقافة “اليأس” أو ما يسميه “جلد الذات”.
هو يؤمن إيماناً راسخاً بأن:
- الظروف ليست شماعة: النجاح يولد من رحم المعاناة، والبيئة الصعبة قد تكون حافزاً وليست عائقاً.
- قيمة العمل: لا بديل عن الاجتهاد والمثابرة؛ فالموهبة وحدها لا تكفي بدون عمل دؤوب.
- الثقة بالنفس: يدعو الشباب العربي والجزائري دائماً للإيمان بقدراتهم، مؤكداً أن العقل الذي يمتلكونه لا يقل شأناً عن أي عقل في العالم المتقدم.
سفير الأمل
نجيم ضحاك ليس مجرد أستاذ في MIT، بل هو سفير للأمل ورسالة حية تمشي على الأرض مفادها أن الجزائر ولادة، وأن أبناءها قادرون على صنع المعجزات متى ما تسلحوا بالعلم والإرادة. هو قدوة لكل شاب طموح يرى في عينيه بريق المستقبل، ونبراس يضيء الطريق لمن أراد أن يترك بصمة خالدة في سجل التاريخ.
هنيئاً للجزائر بهذا الابن البار، وهنيئاً للعلم بهذا العقل المستنير.

